ما هو النظام الغذائي المثالي لممارسي اليوجا؟
التغذية المتوازنة مهمة وضرورية لمما رسي اليوجا،لأنها تساعد على الاستفادة من تمارين اليوجا بشكل جيد وتزيد في نسبة التركيز ومرونة عضلات الجسم وصفاء الذهن. وهناك أفكار خاطئة عن النظام الغذائي الذي ينبغي اتباعه من طرف الشخص الملتزم بممارسة اليوجا، إذ يعتقد البعض أن الممارس عليه أن يتبع حمية غذائية صارمة ، ويصوم ويمتنع عن تناول اللحوم وكل المواد التي تحتوي على مشتقات حيوانية...وهذا غير صحيح، ولعل أحد مؤسسي اليوجا كان صادقا عندما قال فيما معناه:"اليوجا لا تصلح لمن يحب الأكل كثيرا ، ولا لمن لايأكل ما فيه الكفاية".
من الطبيعي لممارس اليوجا أن يتناول غذاء صحيا ومتوازنا ،من الأفضل أن يكون مشكلا من الخضراوات من كل الألوان والبروتينات والكربوهيدرات ،بالإضافة إلى الشاي الأخضر المفضل عند معظم اليوجيين وشاي الأعشاب كذلك ،ولا ينصح في هذا الصدد بتناول المواد الغذائية المصنعة والتي تحتوي على السكر المصنع والملح والدهون .
إن الذين يمارسون اليوجا يعلمون جيدا ما يصلح لتغذية أجسامهم من صنوف الأطعمة وذلك بالخبرة والتجربة وطول الممارسة .فهم أكثر الناس إنصاتا لأجسامهم ويختارون من الاغذية ما هو طبيعي . ولذلك غالبا ما يطلق عليهم اسم النباتيين . ثم إن كل واحد واختياراته الشخصية ،لأن الامر يتعلق بالذوق والإمكانات الهضمية عند الشخص، وقناعاته مع العلم أن فلسفة اليوجا تقوم على عدم استعمال العنف والقسوة مع الحيوانات بغرض التغذي على لحومها . هل معنى هذا أن ممارس اليوجا مفروض عليه أن يكون نباتيا ؟
تبقى المسألة اختيارية ،ليس من الضروري أن يزيح ممارس اليوجا اللحوم من لائحته الغذائية ،ولكن من الأفضل أن يهتم بالتغذية المتوازنة والصحية ،إذا أراد أن يكون نباتيا كان أفضل ،فهذا أمر يتعلق بحريته لا أحد يجبره على أكل اللحوم أو تركها ولا اليوجا تفرض عليه ذلك .
يمكن تعويض اللحوم أو البروتينات بمواد غذائية ذات الأصل النباتي المحتوية على البروتينات القريبة من البروتينات ذات الأصل الحيواني، وممارس اليوجا يميل بطبعه إلى الأطعمة النباتية والابتعاد عن الأطعمة المصنعة ، وله في الخضراوات والفواكه والأعشاب وجذورها والأشربة الطبيعية ما يغنيه ويساعده على الاستفادة أكثر من ممارسة اليوجا ، والتجربة بينت أن الشخص الذي يتبع نظاما غذائيا متوازنا يحافظ على صحة جيدة سواء كان يمارس اليوجا أولا.
في الغرب حاليا يهتمون أكثر بالتخلص من السمنة وإنقاص الوزن ، والباحثون أكدوا على أن النظام الغذائي هو المسؤول بالدرجة الأولى عن المشاكل المرتبطة بالسمنة والسكري وارتفاع الضغط الدموي ، ولذلك ينصحون باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة أي رياضة اليوجامثلا ، فبالإضافة إلى أنها رياضة ،فهي تعالج عدة أمراض وفيها الخلاص المثالي من مشاكل السمنة والوزن الزائد.وهذا النوع من الرياضة هو الأنسب لمن يريدون أن يحصلوا على جسم نحيف ونفس بعيدة عن التوتر والضغط باتباع ممارسة التمارين بشكل منتظم ، والعمل بافكار اليوجا الحكيمة في مجال التغذية .
انظر إلى الذين يمارسون اليوجا :كيف يملكون جسما مرن العضلات ،يستطيعون القيام بعدة حركات رشيقة، انظر إلى وجوههم كيف ترتسم عليها علامات الرضى والهدوء والسكينة ،وما ذلك إلا بفضل النظام الغذائي الذي تمليه عليهم طبيعة اليوجا وفلسفتها التي تدعو الى الاعتدال في الأكل واجتناب الاغذية المصنعة وذات الأصول الحيوانية وتعويضها بالأغذية النباتية الطبيعية مع شرب الماء الصافي بكثرة.
ودعك من الذين يدعون أن اليوجا تفرض على ممارسيها الزهد والتقشف والاكتفاء بوجبات خالية من السعرات المرتفعة، وتفرض عليهم كذلك حصص الصوم الطويلة وما إلى ذلك ، فهذا غير صحيح ، هذه أشياء اختيارية ثم إن ممارس اليوجا أدرى بما يناسبه من نظام غذائي، واليوجا كما هو معروف تتطلب الصبر والتحمل وجسما متجاوبا مع تمارينها الخاصة ،جسما أخذ كفايته من السعرات الغذائية لا جسما منهوكا بالجوع والحرمان.